تستكشف الرواية تضامن البحارة التجاريين على السفينة (نارسيسوس)، وكيف يهدد هذا التضامن (ويت) وهو متمارض يعاني من سلّ في مراحله الأخيرة، و (دونكين) وهو مهرج كسول، متلاعب وشرس. إنها أول رواية سياسية صريحة لكونراد، وهو يشرّح فيها علاقات السلطة المتحولة على متن السفينة؛ ولكنه يستكشف أيضاً العلاقة بين الإنسان والعالم الطبيعي: (إلى الأمام راح المراقب يقف منتصباً بين فراشتي المرساتين، وهو يهمهم لحناً لا نهاية له، مبقياً عينيه، كما يملي عليه الواجب، مثبتين نحو الأمام في تحديقة فارغة. راحت نجوم كثيرة برزت من الليل الصافي تملأ فراغ السماء. كانت تلتمع كأنها حية فوق امتداد البحر؛ وأحاطت بالسفينة من كل جانب، أكثر حدة من عيون جمهرة محملقة وغامضة كأرواح البشر).