أيها الساكتون المتفرجون على الظلم والظالم تعلمون أن الجميع مستهدف لذلك يخطئ من يظن أن الظلم الواقع على غيره لن يصل إليه… ذلك أن الظالم والمفتري لا حياة له إلا بتعميم ظلمه بل إنه ما أن يفرغ من إيقاع الظلم على الآخرين لا بد أن يطال بظلمه وجبروته من أعانه عليه سواء بالسكوت والرضا وغض الطرف أو بالعمل والقول، وبذلك يعم الخوف وينعدم الأمن والأمان ويعم الضنك وضيق العيش، للدول والشعوب فكم من دول لم تقم لها قائمة بسبب الظلم، والعقوبات والحظر والمقاطعة والحصار وركونها إلى الظالمين، المستبدين المتجبرين والحكماء في الماضي قالوا: إن الله يقيم دولة العدل، ولوكانت كافرة ولا يقيم دولة الظلم ولو كانت مؤمنة. لذلك فإنه كما لا يمكن الوصول إلى نتائج سليمة وبناء عالم أمن باستخدام قوانيين وتشريعات وأدوات فاسدة مستبدة. فإنه لا يمكن أن يتحقق استقرار الشعوب والدول بالظلم والطغيان، والبطش والعريدة السياسة والتسلط الاقتصادي، ولا يمكن أن يتحقق نماء وازدهار وعمران وحضارة ومدينة وعدالة، إذا اختلت موازين العدل في العلاقات الدولية بين الشعوب.