يتناول شيخ الإسلام الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الدمشقي في كتاب رياض الصالحين أمرين وهما: الأول ما تضمنه من نفحات نبوية عبقة الشذى فواحة الأريج، تهذب الروح وتسمو بها، وتولد فيها حافزاً قوياً على التحلي بما خلقت له من العبادة، وتصل به إلى مافيه إسعادها وصلاح أمرها، وذلك لما اشتمل عليه من ترغيب وترهيب، وطهارات القلوب وعلاجها، وصيانة الجوارح وتقويم اعوجاجها، وغير ذلك من المقاصد التي يحتاج إليها المكلف الفطن الذي يهمه أمر دينه وآخرته. فهو كتاب تربوية فذ، تناول مختلف جوانب الحياة الفردية والاجتماعية بأسلوب واضح، وقد انتقاه المؤلف رحمه الله من أمهات كتب السنة المعتمدة كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم وألتزم أن لا يذكر فيه إلا ما صح من الأحاديث، والثاني المكانة العلمية المرموقة التي كان يتبوؤها المصنف بين علماء الشريعة فيعصره، لما أوتيه من بسطة في العلم في مختلف مناحي الثقافة الإسلامية من تفسير وحديث وفقه ولغة وتاريخ وغير ذلك.