إن تهذيب الأسماء واللغات للفقيه النبيل، والعلامه المفن محي الدين، أبي زكريا، يحيى بن شرف الحوراني النووي الدمشقي، كتاب نفيس، ومرجع رئيس، ومورد عذب، ينهل من معينه أصناف كثيره من طلاب العلم، وشداد المعرفة، لا يستغني عن مثله باحث في تفسير كتاب الله تعالى أو الحديث النبوي الشريف، أو الفقه الإسلامي، أو لغة العرب وتاريخهم، أو غير ذلك من فنون العلم وأنواعه. وهو كتاب متداول معروف، عّم نفعه، وذاع صيته، وطارت في الآفاق شهرته. اعتمده العلماء، وعول عليه الباحثون، وركن إليه الدارسون، وما ذلك في رأي إلا لأسباب ثلاثة: أولا: حسن نية مؤلفه، وتجرده لله تعالى، ونصحه للمسلمين، وهذا أمر فرغ منه، وأطبقت الأمة عليه.
ثانيا: المكانة العلمية الرفيعة التي تربع على عرشها النووي رحمه الله وما يمتاز به كتابه هذا من دقة في ضبط، وعمق في التحقيق، وتحر عن الصوب، دون تعصب لمذهب، او اتباع لهوى، أو رد لما صح من دليل.
ثالثا: هذا الكتاب فريد في بابه، وحيدا في مضماره، إذ لم يسبق المؤلف أحد من أهل العلم في تأليف كتاب، يستوعب ما استوعبه، أو يدانيه.
وقد أسدى هذا الكتاب للمكتبة الإسلامية، وأثراها بعدد من العلوم والفنون منها: فن التراكم، فن لغة الفقه، فن الجغرافية، حيث يتمحور هذا الكتاب حول ترجمة للأعلام، وتحرير للألفاظ الفقهية، والمصطلحات الشرعية، وتعريف بالأماكن والمعالم التي جرى ذكرها في ستة كتب مشهورة متداولة من أمهات مصادر الفقه الشافعي ومراجعه.
