بمنشار النجَّار الشابّ وعدّته الكاملة، تمكَّنت أمّي من إنجاب خمسة أولاد، وكانت على استعداد لأن تنجب أكثر، لولا أنَّ النجّار الشاب غادر الحارة كلّها، بعد أن قرّر الزواج من ابنة عمّه، بناءً على رغبة أهله. كان أبي يسير في الطرقات متبختراً مثل فحلٍ حقيقيّ، وهو يوزّع التحيّات والسلامات إلى كلّ من يصادفه في طريقه.
– أهلاً يا أبا مبروك.
لقد أسمياني مبروكاً.
أذكر أنَّ أمِّي كانت تغمرني بذراعيها البضَّتين، وتعصرني بقوة وحبّ كبيرين. تتشمَّمني بنهم، كأنَّها كانت تستعيد رائحة النجّار الشابّ، وهي تهمس في أذني ضاحكة: أحبّك يا بن الحرام!