إن من أحسن الكتب المصنفة في معرفة أنواع الحديث علم الحديث هو كتاب ابن الصلاح رحمه الله تعالى، ولقد كَثُر اعتناء العلماء به، وطارت شهرته في الآفاق، وتلقاه الأئمة بالقبول، وأثنى عليه العلماء المخلصون، ونفع الله به العلماء قبل الطلاب، وما من عالم جاء بعده وبرع في هذا الفن إلا وقد شرحه أو اختصره، منهم الإمام النوووي، وابن جماعة، وابن دقيق العيد، وابن كثير، وغيرهم رحمهم الله تعالى. وبعد فهذا كتاب (التقيد والإيضاح) في حلة جديدة، وطبعة أنيقة، مضموم إليه أصلُه (معرفة أنواع الحديث) لابن الصلاح بتحقيق متقن، وتعليق محكم، نُقدِّمه لطلبة هذا العلم الشريف، لينتفعوا من فوائده العديدة، ونوادره الفريدة، وليُتقنوا هذا الفن العظيم الذي هو مفخرةُ أمة الإسلام.