تغطي الحكايات المختارة مواضيع عدة. هناك حكايات الحرب التي تظهر مزيجاً غنياً من القسوة والمرح والرعب واللهو والإثارة بل وتصل حدَّ العبث والتراجيكوميديا، ومعظمها مستوحى من تجربته الشخصية في الحرب. في (يأتي الغراب في النهاية) و (حقل الألغام) و (إلى القيادة) تستسلم الشخصيات لقدرها المحتوم، فمنها من يقتل ببارود صيد ومنها من يقتل بلغم ويتفرقع في الهواء وتتناثر اشلاؤه، ومنها من يعدم على قارعة الغابة. في (مازال على قيد الحياة) تنجو الشخصية الرئيسية من الموت نجاة أشبه بالجحيم. وفي (خوف على الطريق) نسبر شجون الجنود البسطاء ومشاعرهم وخوفهم، و هواجسهم وذكرياتهم وأملهم بلقاء محبوباتهم في (غابة الحيوانات) تضحكنا المواقف العبثية حين يتحول فلاح ساذج حاول تخليص بقرته من أيدي المعتدي الألماني إلى بطل من أبطال المقاومة من دون أن يدري. وفي (الجوع في بيفيرا) يؤلمنا مصير العجوز الطيب والفقير الذي ينقذ أبناء قريته من الجوع في أحلك الأوقات ثم يقتل على أيدى أبناء جلدته الطليان, هكذا هي الحرب مدمرة للبشر والحجر والشجر والحيوان ولكل شيء جميل في الحياة.