إن الصحابة العشرة الكبار: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وأبا عبيدة ابن الجرِّاح، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيدة الله، والزبير بن العوَّام، وسعيد بن زيد، وسعد بن أبي وقاص؛ المبشَّرين بالجنة، هم أفضل قريش، وأفضل السابقين والمهاجرين، وأفضل البدريين، وأفضل أصحاب الشجرة، وسادة هذه الأمة في الدنيا والآخرة.
وتنوعت مجالات العظمة ومنابعُ المكرمات وفضائلُ الخصال في حياة هؤلاء العشرة السادة، وتركوا بصماتهم المُشرِقة في شتّى جوانب الحضارة الإسلامية الزاهرة، وسطَّروا في سِنِي حياتهم أروع الملاحم الخالدة الصادقة، التي تشكل مَعيناً لا ينضُب للقدوة الصالحة والأسوة الحسنة في الحياة العامة والخاصة.
وإن من أدنى درجات المروءة أن تلهج ألستنا بالذِّكر الحسن والثناء الجميل على أولئك الأكابر الذين تفانوا في خدمة هذا الدين ونشر رسالته في العالمين، وسجَّلوا في بُرهَة يسيرة من عمر الزمان نَعْيَ إمبراطورية الروم في بلاد الشام، ونعيَ إمبراطورية آل ساسان في فارس والعراق.
ومن أسس استقلال شخصيتنا أن نُعيد من جديد تثقيفَ أبنائنا وتنشئتهم على سِيَر هؤلاء السادة الذين افتخرت بهم الدنيا وزادانَ بهم جبينُ التاريخ على مرِّ السنين.