ينبغي لمن شاء أن يحياء في رياض النبوة أن يتعهد نفسه بمطالعة الحديث الشريف وينكب على دراسته وتذوقه فإنه لحظتئذٍ لن يقراء أقوالاً وخطباً وأحداث، إنها رواية الحياة، وقصة الإنسان، منذ أن برأ الله الإنسان إلى أن يرث الأرض وما عليها! إنها قصةٌ عحيبةٌ خافلة، لا تجري وقائعها على الأرض بل على الأرض والسماء! فلا يقصر زمنها، قصر حياة الإنسان بل تطول القصة، وتمتد على طول الخلود وامتداد الأبد. فما أكبرها من قصة، وما أعظمها من رواية! لذلكك كانت قصص الأنبياء عظيمة، وأخبارهم فريدة، تتناثر منها العبر والعظات مع كل حدث، وفي كل واقعة، ولا عجب في ذلك ألم يقل الرحمن (نحن نقص عليك أحسن القصص). فهي أحسن القصص لأنها ليست من نسج أديب أو صوغ كاتب بل هي من تدبير عليم حكيم، وهي أحسن القصص في جلال موضوعها، وعراقة أحداثها، وعظمة وقائعها. وهي أحسن القصص في جودة أهدافها ونبل مقاصدها! وهي أحسن القصص في أصالة أبطالها، وثبات رجالها، ومن أبطالها؟ وما أدراك ما أبطالها؟!.
