ليس من الضروري خلق صورة للوجوديِّة مع جميع أخطاء الوجوديين، اتِّخاذ موقف سيؤدِّي بسرعة مذهلة إلى مواجهة حقائق مرعبة. ربما يمكن أن نقول بأنَّ الوجوديِّة لا تأخذ شيئاً. تجنب الوجوديِّة على هذا بنفسها، وهي أنَّها لا تبحث عن الخلق والابتكار, بل عن وعي ما هو موجود: (يتعلَّق الأمر أقلَّ بالبناء منه الهدم)، كما يقول (مونييه). إنَّ أفضل وسيلة لمعرفة الوجوديِّة هو أن نعيشها، وأن نطبقها، وبالتالي، سوف يصبح غريباً على الوجوديَّة أن نلخِّص تاريخها أو أن نقترح عليها موقفاً منهجيَّاً! إنَّ الوجوديِّة نفسها ترفض أن ننظر إليها كنظريِّة، ولكن مجموعة من المواقف التي اتَّخذتها حول الكثير من المسائل جعلتها تبدو كشبح ثقافي.