سوف أتحدث في هذه الصفحات عن حكمة الحياة بالمعنى العام للمصطلح باعتبارها فناً، بمعنى، ما تتمتع به من تنظيم وترتيب لحياتنا، لكي يتسنى لنا الحصول على القدر الأكبر الممكن من المتعة والنجاح، هي فن لأنها النظرية التي يمكن أن نطلق عليها (علم السعادة أو الرفاهة)، حيث تعلمنا هذه النظرية كيف تقودنا إلى عالم سعيد؛ وربما يعرف مثل هذا الوجود كواحدٍ ضمن الأشياء التي يمكن النظر إليه من وجهة نظر موضوعية صرفة، أو بالأحرى بانطباع مفعم باللطف والنضج -بالنسبة للتساؤلات الملحة والمتضمنة اعتبارات ذاتية- كما نأمل ونفضل أن نتشبث بهذا الوجود، ليس خوفاً من الموت فحسب، بل أبعد من ذلك، وهو إننا لا نجيد أن نصل إلى نهاية.