هؤلاء الناس ياسيدي القاضي منبع في المجتمع، … هؤلاء الذين ولدوني لأرتكب الخطايا في الشوارع، … والفلاح يحصد ما زرعت يداه. نعم سيدي القاضي … أنا لست نموذجاً للإنسان المخيف كما وصفتني أمي المنحرفة قبل قليل، ولا بالنموذج العجيب للوحشية المذكورة في شكوى أبي الذي ألقاني في الشوارع ليشبع رغبته … إني أمثل الصورة الجميلة الرائعة للإنسان الذي رباه القرن العشرين بعناية فائقة، معادياً لعالم الروح والمعنى، وعبداً للمادة، وليس عسيراً بعد اليوم أن تعثروا على مثلي في كل بيت، بل هناك آلاف ممن هم أشد مني سوءاً تحت الجسور، وفي الزوايا والأركان الخربة والشوارع، وقد تفتحت طبيعتهم على كل شر … وإذا فشل هذا العالم المجنون في العودة بهذه الحياة السادرة في الغفلة إلى الحياة الإيجابية الواعية، … فإن الإنسانية ستكون ميأة لولادة طوفان نوح آخر.