نجد أنفسنا هنا أمام شخص لا يمكننا إدراجه تحت أي فئة، ولا أن نقول إنه مفكر؛ لأننا سوف نقع إذاك في مفارقَة، وكذلك الأمر إذا قلنا إنه فيلسوف، وربما نقارب الحقيقة أكثر إذا قلنا أمام كائن مستنير، كائن قد تحرر، حكيم من أعظم حكماء القرن المنصرم، وبالتالي ففي هذا الكتاب نصوص مختارة من أجمل ما قال في (فن الحياة)، ونحن في كل نص يقارب موضوعه، فهو أيضاً لا يتحدث بلغة العالم، أو إن صح التعبير فهو يدمج العالم بالشاعر، وبالتالي نجده يتحدث في أمور علمية، وأمور يومية غالباً بلغة شعرية، يقارب من خلالها هذه المواضيع المهمة التي يتوقف عليها مصير عالمنا كالتربية أو التأمل الذي هو جوهر روحانية الشرق، والحقيقة أنه عندما يتحدث عن أي شيء، فهو يكون هذا الشيء أولاً وبعدها يتكلم، وبالتالي فهو لا يقدم لنا نظريات جديدة بقدر ما يعكس “الموجود” أو الواقع الحقيقي على ما هو عليه، وليس الواقع المشوه بسبب مقاربتنا له من خلال عقولنا، وهكذا فهو يشدد على مقاربة أي موضوع بعيداً عن العقل أو أنه يقوم بتوحيد الذهن مع القلب، وغالباً ما نشعر بأنفسنا أننا أمام شاعر حيث يتحدث بلغة سمَّاها النقاد باللغة الخشبية لجفافها وتراتبها، ولكن غالباً بطريقة جديدة. وهو في هذا الكتاب: “مختارات”، ما قاله حول “فن الحياة”، لهو من أجمل الروائع التي تمت كتابتها في أكثر من لغة “إنكليزية”، و”إسبانية”، و”برتغالية”…