هذه رواية سورية بامتياز، لأن كاتبها سوري، أو لأن محكيها سوري، أو لكليهما معاً، بل لأنها تهجس بسورية، الوطن والدولة والمؤسسات والحضارة والتاريخ والمستقبل، من أول كلمة فيها إلى نقطة النهاية منها. هذه الرواية سورية بامتياز لأنها تدافع بالكلمة عن سورية، وتتنتصر لها، وتؤكد قيامتها إلى الحياة على الرغم من عاصفات الظلام التي تناهبت البشر والحجر والشجر فيها على امتداد نحو خمس سنوات؛ ولأنها وبالكلمة أيضاً، تثمن، على نحو مبدع وغير مباشر، ثقافة الحبّ في مواجهة ثقافة القبح، وثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت. هذه رواية سورية بامتياز؛ لأنها علامة مضيئة في الكتابة الروائية السورية الجديدة على مستويين في آن، حكائيّ وجماليّ بعامة، وفي هذه الكتابة نفسها التي عنيت الحرب على سورية بخاصة.