أن أشرف ما تصرف فيه الأوقات هو البحث عن العلم والمعرفة، والتدقيق والتحقيق في المسائل والمعارف، وأشرف العلوم على الإطلاق العلوم القرآنية، وعلى رأسها وأنفعها علم الفقه، إذ به صلاحُ الدُّنيا، وفلاحُ الآخرة، لذلك نجد العلماء قد اشتغلو فيه قديماً وحديثاً، بين مصنف وشارح، وباحث ومحقِّق، وكلٌّ يقصد بعمله نُصرةَ ما أنزل الله عزَّ وجلَّ من الحق، ونشر العلم والمعرفة بكتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، ومن بين هذه المصنفات الجليلة نور الأيضاح ونجاة الأرواح للعلامة الشيخ الحسن بن عمار الشرنبلالي، ثم قام رحمه الله بشرح هذه المقدمة شرحاً وافياً موسعاً، سماه إمداد الفتاح بشرح نور الإيضاح، ثم اختصر هذا الشرح بكتاب سماه مراقي الفلاح وهو الكتاب الذي بين أيدينا، وبعد قرائتي ودراستي للكتاب عملت على مقابلة النصوص وتخريج الآيات والأحاديث وترجمة الأعلام، إلا أنه يوجد بعض الملاحظات: الفوائد والتعليقات التي نقلتها من حاشية الطحطاوي رمزت لها بالحرف ((ط)). بالنسبة للأعلام الذين تكرر ذكرهم في الكتاب، اكتفيت بذكر ترجمتهم عند أول ورود ذكر لهم، ولم أعزُ إلى موضع الترجمة عند تكرار ذكرهم، حرصاً على تقليل الحواشي. بالنسبة للأحاديث ما ذكره المصنف بلفظ نصصتُ عليه، وربما يذكر المصنف حديثاً رواه الترمذي مثلاً بلفظه، ووجدت عند البخاري بلفظ آخر، أنصُّ على ذلك وأذكر رواية البخاري إتماماً للفائدة. أثناء مقابلة النصوص وجدت أختلافاً في المتن بين الأصول التي أوردت المتن مجرداً، وبين الأصول المعتمدة في تحقيق المراقي التي ذُكر في ثناياها أثناء الشرح، لذلك كان المتن الذي جعلته في أعلى الصحيفة مأخوذاً من الأصول المعتمدة في تحقيق المراقي، وبذلك يكون ما ورد في المتن المذكور في أعلى الصحيفة موافقاً للمتن المذكور أثناء الشرح. قمت بضبط المتن الواردأثناء الشرح ضبطاً يوافق وروده. قمت بتقسيم الكتاب إلى مطالب وبيانات لم تكن من أصل الكتاب، وجلعت ما أضفته بحرف مغاير للحرف الذي كتب به أصل الكتاب.
