غادرنا عملاقاً من عمالقة اللغة العربية وعلماً من أعلامها ومريديها الأكفاء تاركاً إرثاً علمياً أضاء طريق طالبي العلم من جميع أنحاء المعمورة هو المربي الكبير والعالم الفاضل الدكتور محمد علي سلطاني بن محمد جميل من مواليد دمشق حي الصالحية سنة 1933. بدأ حياته العلمية منذ سن الثالث بتعلم القرآن الكريم في كتاتيب الحي، وتابع مراحل التعليم المنهجي حتى نال درجة الدكتوراة في النحو من جامعة عين شمس بالقاهرة بعد حصوله على درجة الماجستير في البلاغة والنقد من الجامعة نفسها. نُدب للعمل في مجمع اللغة العربية بدمشق، قام بتدريس النحو النقد الأدبي والبلاغة والعروض ومناهج النحاة والقرّاء متنقلاً بين الجامعات المحلية والعربي، حتى وافته المنية وهو في عنفوان عطائه عندما كان يقوم بتحضير ما يود تلقينه، بتاريخ 15/2/2002 وكان رحمه الله خلال مدة عطائة قد أغنى المكتبة العربية بعطاءات أخذت طريقها للتدريس ومؤلفاته الكثيرة شاهدة على ذلك. ذلك أن جميعها مراجع معتمدة ومناهج مقررة في أكثر الجامعات والمعاهد، وأشرف رحمه الله على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراة. ويدور إنتاجه العلمي في ميدان علوم اللغة العربية والقراءات من حيث صلتها بالنحو وربطها بالقرآن الكريم، وله عدد كبير من الكتب بين تأليف وتحقيق وبحوث لغوية منشورة في المجلات المتخصصة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.