لما سمعت إبني أيوب ستنجد بي ويصرخ (يامو) أحسست كأن النار اشتعلت بداخلي، أنا عائشة التي عشت طوع بنان زوجي، فجأة خرجت كل اللاتي كن يعششن في داخلي، ومددن أيديهن إلى النافذة مع يدي، وبضربة واحدة كسرت الزجاج ودخلت وانقضضت على محي الدين، ودفعته دفعة كاد أن يهوي بها، وحملت ابني أيوب وكأني أحمل ريشة، وخرجت مسرعة من الباب.
الملفت للنظر، فهو هذه الوسيلة الرائعة التي استخدمتها الكاتبة في ما يدعى اليوم (توثيق التراث المحكي) وهو توثيق شديد التعقيد، مترافقاً مع أدق التفاصيل، ليرويها قلم الكاتبة ببساطة إبداعية غير مسبوقة. إخترقت جدران السكون والأسرار، لتظهر الحقائق بشجاعة، ملحوظة وبطولية لقد أعجبتني هذه الرواية، وبهرني إنسابها وتفاصيلها.