لم تكن رحلة المفتي إلى بلاد في آسيا وإفريقيا وأوروبا من أجل السياحة والترفيه. سبعة وثلاثون عاماً قضاها الحاج محمد أمين الحسيني مطارداً منفياً عن مسقط رأسه في القدس؛ لأنه لم يهادن أو يساوم المحتل الغاصب. بدأت المطاردة عام 1937م؛ عندما حاول البريطانيون اعتقاله، فخرج من القدس متخفيا إلى بيروت ومنها إلى إيطاليا، ثم ألمانيا، وبعد سقةط هتلر فر إلى سويسرا التي رفضت استقباله، وسلمته لفرنسا التي وضعته في إقامة جبرية، ولما أحس بأنها ستقوم بتسليمه لبريطانيا هرب إلى القاهرة بطريقة أشبه بالخيال، ثم هرب إلى دمشق، وأخيراً حطت به الرحال في بيروت، حيث أسلم الروح عام 1974، وهو يشكو آلام التشرد والغربة والتآمر على القضية. رواية تاريخية وثائقية، رصدت هذه المرحلة بسردية وطنية بأمتياز.