يقدم رؤية جديدة للإعجاز في القرآن الكريم، تقوم على ” نظرية السياق ” وأثرها في تحديد المعنى، والتي تجاوزت النظريات القديمة المقيّدة بحدود الجملة إلى اعتبار النص القرآنيّ وحدة كليّة، تحكمه شبكةٌ من العلاقات التعبيرية والتصويرية في أداء معانيه. وعلماؤنا عرفوا منذ القيم أثر السياق في تحديد المعنى المراد، لكنّ معرفتهم للسياق جاءت في الإطار التطبيقي، دون أن تتعداه المعنى المراد، لذا استفاد المؤلف من اللسانيات الحديثة في دراسة النص القرآني في اتجاهها العام، كما استفاد من جهود علمائنا السابقين في بيان جمالية الدلالة والسياق في القرآن كله، وتوصل المؤلف إلى نظرية جديدة في الإعجاز تقوم على نظام العلاقات التعبيرية والتصويرية والدينية، يبدأ نظام العلاقات من تآلف الحروف في الكلمات، فترابط الكلمات في الجمل، فتناسق الجمال في الآيات، والآيات في السورة، فترابط السور في النص القرآني كله، كما هو موضّح في هذا الكتاب.