عصفت رياح الحيرة بخلايا الدكتور تيم الدماغية، وبات عقله أشبه بسفينة تتدافعها أمواج القلق يمنةً ويسرى، فمن يترصد لهم أشبه بظاشباح الظلام، لا يمكن رؤيتهم ولا يمكن التنبؤ بعدد الأرواح التي سزهقونها مجدداً.
حاول أن يحافظ على صفاء تركيزه ولكن أخيلة من قضوا كانت تتراقص أمامه وكأن أعينهم تتوسل إليه أن يكمل ما بدأ به.
لم يكن يدري إن كان سيغدو هو أيضاً صورةً تجلد خيال رجلٍ آخر إن أكمل ما وجد نفسه منورطاً به أم أنه سينثر رفاتاً في المجهول.
كانت أعصابه على استنفارٍ كامل في طريق الألغام الذي يسير فيه، فالخطأ الأول هو الأخير غير أنه لا يريد أن يكون دمعةً حارقةً على وجه أححبابه كما لا يريد أن يكون ابتسامة باردة على وجه أعدائه.
ما فتئت تلك النسمة العليلة التي سامرت شرايين قلبه وأتت دون أن يعرف مصدرها ولا أهميتها تراود روحه ليسير على خطى من سبقوه غير آبه بـ كم الكوارث التي سيشعلها، مقسمٌ معهم كم أقسموا من قبل … سنكون هناك…